فصل: نشأ بفاس وأخذ عن مشيختها

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» **


  نشأ بفاس وأخذ عن مشيختها

وارتحل إلى تونس فلقي القاضي أبا إسحق بن عبد الرفيع والقاضي أبا عبد الله النفراوي وأهل طبقتهما‏.‏وأخذ عنهم وتفقه عليهم ورجع إلى المغرب‏.‏ولازم سنن الأكابر والمشايخ إلى أن ولاه السلطان أبو الحسن القضاء بمدينة فاس فأقام على ذلك إلى أن جاء السلطان أبو عنان من تلمسان بعد واقعة القيروان وخلعه أباه فعزله بالفقيه أبي عبد الله المقري وأقام عطلاً في بيته‏.‏ولما جمع السلطان مشيخة العلم للتحليق بمجلسه والإفادة منهم استدعى شيخنا أبا عبد الله بن عبد الرزاق فكان يأخذ عنه الحديث ويقرأ عليه القرآن برواياته في مجلس خاص إلى أن هلك رحمه الله بين يدي مهلك السلطان أبي عنان‏.‏إلى آخرين وآخرين من أهل المغرب والأندلس كلهم لقيت وذاكرت وأفدت منه وأجازني بالإجازة العامة‏.‏كان اتصالي بالسلطان أبي عنان آخر سنة ست وخمسين وقربني وأدناني واستعملني في كتابته حتى تكدر جوي عنده بعد أن كان لا يعبر عن صفائه ثم اعتل السلطان آخر سبع وخمسين وكانت قد حصلت بيني وبين الأمير محمد صاحب بجاية من الموحدين مداخلة أحكمها ما كان لسلفي في دولتهم‏.‏وغفلت عن التحفظ في مثل ذلك من غيرة السلطان فما هو إلا أن شغل بوجعه حتى أنمى إليه بعض الغواة إن صاحب بجاية معتمل في الفرار ليسترجع بلده وبها يومئذ وزيره الكبير عبد الله بن علي فانبعث السلطان لذلك وبادر بالقبض عليه‏.‏وكان فيما أنمي إليه أني داخلته في ذلك فقبض علي وامتحنني وحبسني وذلك في ثامن عشر صفر سنة ثمان وخمسين‏.‏ثم أطلق الأمير محمداً وما زلت أنا في اعتقاله إلى أن هلك‏.‏وخاطبته بين يدي مهلكه مستعطفاً بقصيدة أولها‏:‏ على أي حال لليالي أعاتب وأي صروف للزمان أغالب كفى حزنا إني على القرب نازح وإني على دعوى شهودي غائب وأني على حكم الحوادث نازل تسالمني طوراً وطوراً تحارب ومنها في التشوق‏:‏ سلوتهم إلا اد كار معاهد لها في الليالي الغابرات غرائب وهي طويلة نحو مائتي بيتاً ذهبت عن حفظي فكان لها منه موقع وهش لها‏.‏وكان بتلمسان فوعد بالإفراج عني عند حلوله بفاس ولخمس ليال من حلوله طرقه الوجع‏.‏وهلك لخمس عشرة ليلة في رابع وعشرين في الحجة خاتم تسع وخمسين‏.‏وبادر القائم بالدولة الوزير الحسن بن عمر إلى إطلاق جماعة من المعتقلين كنت فيهم فخلع علي وحملني وأعادني إلى ما كنت عليه‏.‏وطلبت منه الانصراف إلى بلدي فأبى علي وعاملني بوجوه كرامته ومذاهب إحسانه إلى أن اضطرب أمره وانتقض عليه بنو مرين وكان ما قدمناه في أخبارهم‏.‏الكتابة عن السلطان أبي سالم في السر والإنشاء ولما أجاز السلطان أبو سالم من الأندلس لطلب مالكه ونزل بجبل الصفيحة من بلاد غماره‏.‏وكان الخطيب ابن مرزوق بفاس فبث دعوته سراً واستعان بي على أمره بما كان بيني وبين أشياخ بني مرين من المحبة والائتلاف فحملت الكثير منهم على ذلك وأجابوني إليه وأنا يومئذ أكتب عن القائم بأمر بني مرين منصور بن سليمان بن منصور بن عبد الواحد بن يعقوب بن عبد الحق وقد نصبوه للملك وحاصروا الوزير الحسن بن عمر وسلطانه السعيد ابن أبي عنان بالبلد الجديد فقصدني ابن مرزوق في ذلك وأوصل إلي كتاب السلطان أبي سالم‏.‏بالحض على ذلك وإجمال الوعد فيه‏.‏وألقى علي حمله فنهضت به وتقدمت إلى شيوخ بني مرين وأمراء الدولة بالتحريض على ذلك حتى أجابوا وبعث ابن مرزوق إلى الحسن بن عمر يدعو إلى طاعة السلطان أبي سالم وقد ضجر من الحصار فبادر إلى الإجابة‏.‏واتفق رأي بني مرين على الانفضاض عن منصور بن سليمان والدخول إلى البلد الجديدة فلما تم عقدهم على ذلك نزعت إلى السلطان أبي سالم في طائفة من وجوه أهل الدولة كان منهم محمد بن عثمان بن الكاس المستبد بعد ذلك بملك المغرب على سلطانه وكان ذلك النزوع مبدأ حظه وفاتحة رياسته بسعايتي له عند السلطان‏.‏فلما قدمت على السلطان بالصفيحة بما عندي من أخبار الدولة وما أجمعوا عليه من خلع منصور بن سليمان وبالموعد الذي ضربوه لذلك واستحثتته‏.‏فارتحل ولقينا البشير بإجفال منصور ابن سليمان وفراره إلى نواح بادس ودخول بني مرين إلى البلد الجديد وإظهار الحسن بن عمر دعوة السلطان أبي سالم‏.‏ثم لقيتنا بالقصر الكبير قبائل السلطان وعساكره على راياتهم ووزير منصور بن سليمان وهو مسعود بن رخو بن ماساي فتلقاه السلطان بالكرامة كما يجب له واستوزره نائباً للحسن بن يوسف بن علي بن محمد الورتاجني السابق إلى وزارته لقيه بسبتة وقد غربه منصور بن سليمان إلى الأندلس ولما اجتمعت العساكر عنده بالقصر صعد إلى فاس‏.‏ولقيه الحسن بن عمر بظاهرها فأعطاه طاعته ودخل إلى دار ملكه وأنا في ركابه لخمس عشرة ليلة من نزوعي إليه منتصف شعبان ستين وسبعمائة فرعى لي السابقة واستعملني في كتابة سره والترسيل عنه والإنشاء لمخاطباته وكان أكثرها يصدر عني بالكلام المرسل أن يشاركني أحد ممن ينتحل الكتابة في الاسجاع لضعف انتحالها وخفاء العالي منها على أكثر الناس بخلاف المرسل فانفردت به يومئذ وكان مستغرباً عندهم بين أهل الصناعة‏.‏ثم أخذت نفسي بالشعر فانثال علي منة بحور توسطت بين الإجاعة والقصور وكان مما أنشدته إياه ليلة المولد النبوي من سنة اثنتين وستين وسبعمائة‏:‏ أسرفن في هجري وفي تعذيبي وأطلن موقف عبرتي ونحيبي وأبين يوم البين وقفة ساعة لوداع مشغوف الفؤاد كئيب لله عهد الظاعنين وغادروا قلبي رهين صبابة ووجيب غربت ركائبهم ودمعي سافح فشرقت بعدهم بماء غروب يا ناقعاً بالعتب غلة شوقهم رحماك في عذلي وفي تأنيبي يستعذب الصب الملام وإنني ماء الملام لدي غير شروب أهفو إلى الأطلال كانت مطلعاً للبدر منهم أو كناس ربيب عبثت بها أيدي البلى وترددت في عطفها للدهر أي خطوب تبلى معاهدها وإن عهودها ليجدها وصفي وحسن نسيبي وإذا الديار تعرضت لمتيم هزته ذكراها إلى التشبيب إيه عن الصبر الجميل فإنه ألوى بدين فؤادي المنهوب لم أنسها والدهر يثني صرفه ويغض طرفي حاسد ورقيب والدار مونقة محاسنها بما لبست من الأيام كل قشيب يا سائق الأظعان يعتسف الفلا ويواصل الأسآد بالتأويب متهافتاً عن رحل كل مذلل نشوان من أين ومس لغوب تتجاذب النفحات فضل ردائه في ملتقاها من صباً وجنوب إن هام من ظمإ الصبابة صحبه نهلوا بمورد دمعه المسكوب أو تعترض مسراهم سدف الدجى صدعوا الدجى بغرامه المشبوب حيث النبوة أيها مجلوة تتلو من الآثار كل غريب سر عجيب لم يحجبه الثرى ما كان سر الله بالمحجوب ومنها بعد تعديد معجزاته صلى الله عليه وسلم والإطناب في مدحه‏:‏ إني دعوتك واثقاً بإجابتي يا خير مدعو وخير مجيب قرت في مدحي فإن يك طيباً فبما لذكرك من أريج الطيب ماذا عسى يبغي المطيل وقد حوى في مدحك القرآن كل مطيب يا هل تبلغني الليالي زورة تدني إلي الفوز بالمرغوب أمحو خطيئاتي بإخلاصي بها وأحط أوزاري وإصر ذنوبي في فتية هجروا المنى وتعودوا إنضاء كل نجيبة ونجيب يطوي صحائف ليلهم فوق الفلا ما شئت من خبب ومن تقريب إن رنم الحادي بذكرك رددوا أنفاس مشتاق إليك طروب أو غرد الركب الخلي بطيبة حنوا لمغناها حنين النيب والمانعين الجار حتى عرضه في منتددى الأعداء غير معيب تخشى بوادرهم ويرجى حلمهم والعز شيمة مرتجى ومهيب ومنها في ذكر إجازته البحر واستيلائه على ملكه‏:‏ سائل به طامي العباب وقد سرى تزجيه ريح العزم ذات هبوب تهديه سهب أسنة وعزائم يصدعن ليل الحادث المرهوب حتى انجلت ظلم الضلال بسعيه وسطا الهدى بفريقها المغلوب يا بن الألى شادوا الخلافة بالتقى واستأثروك بتاجها المغصوب جمعوا لحفظ الدين أي مناقب كرموا بها في مشهد ومغيب لله مجدك طارفاً أو تالداً فلقد شهدنا منهن كل عجيب كم رهبة أو رغبة بك والعلى تقتاد بالترغيب والترهيب لا زلت مسروراً بأشرف دولة يبدو الهدى من أفقها المرقوب تحيي المعالي غادياً أو رائحاً وحديد سعدك ضامن المطلوب ونبذت سلواني على ثقة بالقرب فاستبدلت بالبعد ولرب وصل كنت آمله فاعتضت منه بمؤلم الصد لا عهد عند الصبر اطلبه إن الغرام أضاع من عهدي يلحى العدول فما أعنفه وأقول ضل فأبتغي رشدي وأعارض النفحات أسألها برد الجوى فتزيد في الوقد يهدى الغرام إلى مسالكها لتعللي بضعيف ما تهدي يا سائق الأظعان معتسفاً طي الفلاة لطية الوجد أرح الركاب ففي الصبا نبأ يغني عن المستنة الجرد وسل الربوع برامة خبراً عن ساكني نجد وعن نجد ما لي تلام على الهوى خلقي وهي التي تأبى سوى الحمد لأبيت إلا الرشد مذ وضحت بالمستعين معالم الرشد نعم الخليفة في هدى وتقى وبناء عز شامخ الطود شهم يفل بواتراً قضباً وجموع أقيال أولي أيد أوريت زند العزم في طلبي وقضيت حق المجد من قصدي ووردت عن ظمأ مناهله فرويت من عز ومن رفد هي جنة المأوى لمن كلفت آمائه بمطالب المجد لو لم أعل بورد كوثرها ما قلت هذي جنة الخلد من فبلغ قومي ودونهم قذف النوى وتنوفة البعد أني أنفت على رجائهم وملكت عز جميعهم وحدي ورقيمة الأعطاف حالية موشية بوشائع البرد وحشية الأنساب ما أنست في فوحش البيداء بالقود تسمو بجيدٍ بالغ صعداً شرف الصروح بغير ما جهد طالت رءوس الشامخات به ولربما قصرت عن الوهد قطعت إليك تنائفاً وصلت إسآدها بالنص والوخد وافوك أنضاء تقلبهم أيدي السرى بالغور والنجد كالطيف يستقري مضاجعه أو كالحسام يسل من غمد يثنون بالحسنى التي سبقت من غير إنكار ولا جحد ويرون لحظك من وفادتهم فخراً على الأتراك والهند يا مستعيناً جل في شرف عن رتبة المنصور والمهدي جازاك ربك عن خليقته خير الجزاء فنعم ما يسدي وبقيت للدنيا وساكنها في عزة أبداً وفي سعد وأنشدته في سائر أيامه غير هاتين القصيدتين كثيراً لم يحضرني الآن شيء منه‏.‏ثم غلب ابن مرزوق على هواه وانفرد بمخالطته وكبح الشكائم عن قربه فانقبضت وقصرت الخطو مع البقاء على ما كنت فيه من كتابة سره وإنشاء مخاطباته ومراسمه‏.‏ثم ولاني آخر الدولة خطة المظالم فوفيتها حقها ودفعت للكثير مما أرجو ثوابه‏.‏ولم يزل ابن مرزوق آخذاً في سعايته بي وبأمثالي من أهل الدولة غيرة ومنافسة إلى أن انتقض الأمر على السلطان بسببه‏.‏وثار الوزير عمر بن عبد الله بدار الملك فصار إليه الناس ونبذوا السلطان وبيعته وكان في ذلك هلاكه على من ذكرناه في أخبارهم‏.‏ولما مقام الوزير عمر بالأمر أقرني على ما كنت عليه ووفر إقطاعي وزاد في جرايتي وكنت أسمو بطغيان الشباب إلى أرفع مما كنت فيه وأدل في ذلك بسابقة مودة معه منذ أيام السلطان أبي عنان وصحابة استحكم عقدها بيني وبينه وبين الأمير أبي عبد الله صاحب بجاية فكان ثالث أثافيتا ومصقلة فكاهتنا‏.‏واشتدت غيرة السلطان لذلك كما مر وسطا بنا وتغافل عن عمر بن عبد الله لمكان أبيه من ثغر بجاية ثم حملني الإدلال عليه أيام سلطانه وما ارتكبه في حي من القصور بي عما أسمو إليه إلى أن هجرته وقعدت عن دار السلطان مغاضبا له فتنكر لي وأقطعني جانباً من الأعراض فطلبت الرحلة إلى بلدي بإفريقية‏.‏وكان بنو عبد الواد قد راجعوا ملكهم بتلمسان والمغرب الأوسط فمنعني من ذلك أن يغتبط أبو حمو صاحب تلمسان بمكاني فأقيم عنده‏.‏ولج في المنع من ذلك وأبيت أنا إلا الرحلة واستجرت في ذلك برديفه وصديقه الوزير مسعود بن رحو بن ماساي ودخلت عليه يوم الفطر سنة ثلاث وستين‏.‏فأنشدته‏:‏ هنيئاً بصوم لا عداه قبول وبشرى بعيد أنت فيه منيل وهنئتها من عزةٍ وسعادةٍ تتابع أعوام بها وفصول سقى الله دهراً أنت إنسان عينه ولا مس ربعاً في حمال محول وجانبك المأمول للجود مشرع يحوم عليه عالم وجهول عساك وإن ضن الزمان منولي فرسم الأماني من سواك محيل أجرني فليس الدهر لي بمسالم إذا لم يكن لي في ذراك مقيل وأولني الحسنى بما أنا آمل فمثلك يولي راجياً وينيل ووالله ما رمت الترحل عن قلى ولا سخطة للعيش فهو جزيل ولا رغبة عن هذه الدار إنها لظل على هذا الأنام ظليل ولكن نأى بالشعب عني حبائب شجاهن خطب للفراق طويل يهيج بهن الوجد أني نازح وأن فؤادي حيث هن حلول عزيز عليهن الذي قد لقيته وأن اغترابي في البلاد يطول توارت بأنبائي البقاع كأنني تخطفت أو غالت ركابي غول ذكرتك يا مغنى الأحبة والهوى فطارت بقلبي أنة وعويل وحببت عن سوق رباك كأنما يمثل لي نؤي بها وطلول أجاذب فضل العمر يوماً وليلةً وساء صباح بينها وأصيل ويذهب بي ما بين يأس ومطمع زمان بنيل المعلوات بخيل تعللني عنه أمان خوادع ويؤنسني ليان منه مطول أما لليالي لا ترد خطوبها ويؤنسني ليان منه مطول يروعني من صرفها كل حادث تكاد له صم الجبال تزول أداري على الرغم العدى لا لريبة يصانع واش خوفها وعذول وأغدو بأشجاني عليلاً كأنما تجود بنفسي زفرة وغليل وإني وإن أصبحت في دار غربة تحيل الليالي سلوتي وتديل وصدتني الأيام عن خير منزل عهدت به أن لا يضام نزيل لأعلم أن الخير والشر ينتهي مداه وأن الله سوف يديل وأني عزيز بابن ماساي مكثر وإن هان أنصار وبان خليل فأعانني الوزير مسعود عليه حتى أذن لي في الانطلاق على شريطة العدول عن تلمسان في أي الله المخلوع حين وفد على السلطان أبي سالم بفاس وأقام عنده حصلت لي معه سابقة وصلة ووسيلة خدمة من جهة وزيره أبي عبد الله بن الخطيب وما كان بيني وبينه من الصحابة فكنت أقوم بخدمته وأعتمل في قضاء حاجاته في الدولة‏.‏ولما أجاز باستدعاء الطاغية لاسترجاع ملكه حين فسد ما بين الطاغية وبين الرئيس المتوثب عليه بالأندلس من قرابته خلفته فيمن ترك من عياله وولده بفاس خير خلف في قضاء حاجاتهم وإدرار أرزاقهم من المتولين لها والاستخدام لهم‏.‏ثم فسد ما بين الطاغية وبينه قبل ظفره بملكه برجوعه عما اشترطه له من التجافي عن حصون المسلمين التي تملكها بأجلابه ففارقه إلى بلد المسلمين ونزل بأسجة‏.‏وكتب إلى عمر بن عبد الله يطلب مصراً ينزله من أمصار الأندلس الغربية التي كانت ركاباً لملوك المغرب في جهادهم‏.‏وخاطبني أنا في ذلك فكنت له نعم الوسيلة عند عمر حتى تم قصده من ذلك‏.‏وتجافى عن رندة وأعمالها فنزلها وتملكها وكانت دار هجرته وركاب فتحه وملك منها الأندلس أواسط ثلاث وستين واستوحشت أنا من عمر إثر ذلك كما مر‏.‏وارتحلت إليه معولاً على سوابقي عنده فغرب في المكافأة كما نذكر إن شاء الله تعالى‏.‏الرحلة إلى الأندلس ولما أجمعت الرحلة إلى الأندلس بعثت بأهلي وولدي إلى أخوالهم بقسنطينة وكتبت لهم إلى صاحبها السلطان أبي العباس من حفدة السلطان أبي يحيى وأني أمر على الأندلس وأجيز إليه من هنالك‏.‏وسرت إلى سبتة فرضة المجاز وكبيرها يومئذ الشريف أبو العباس أحمد بن الشريف الحسني ذو النسب الواضح السالم من الريبة عند كافة أهل المغرب انتقل سلفه إلى سبتة من صقلية وأكرمهم بنو العزفي أولاً وصاهروهم‏.‏ثم عظم صيتهم في البلد فتنكروا لهم‏.‏وغربهم يحيى العزفي آخرهم إلى الجزيرة فاعترضتهم مراكب النصارى في الزقاق فأسروهم‏.‏وانتدب السلطان أبو سعيد إلى فديتهم رعاية لشرفهم فبعث إلى النصارى في ذلك فأجابوه‏.‏وفاس هذا الرجل وأباه على ثلاثة آلاف دينار ورجعوا إلى سبتة‏.‏وانقرض بنو العزفي ودولتهم وهل والد الشريف وصار هو إلى رياسة الشورى‏.‏ولما كانت واقعة القيروان وخلع أبو عنان أباه واستولى على المغرب وكان بسبتة عبد الله بن علي الوزير والياً من قبل السلطان أبي الحسن فتمسك بدعوته ومال أهل البلد إلى السلطان أبي عنان‏.‏وبث فيهم الشريف دعوته فثاروا بالوزير وأخرجوه ووفدوا على أبي عنان‏.‏وأمكنوه من بلدهم ة فولى عليها من عظماء دولته سعيد بن موسى العجيسي كافل تربيته في صغره‏.‏وأفرد هذا الشريف برياسة الشورى في سبتة فلم يكن يقطع أمر دونه‏.‏ووفد على السلطان بعض الأيام فتلقاه من الكرامة بما لا يشاركه فيه أحد من وفود الملوك والعظماء‏.‏ولم يزل على ذلك سائر أيام السلطان وبعد وفاته‏.‏وكان معظماً وقور المجلس هش اللقاء كريم الوفادة متحلياً بالعلم والأدب منتحلاً للشعر غاية في الكرم وحسن العهد وسذاجة النفس ولما مررت به سنة أربع وستين أنزلني ببيته إزاء المسجد الجامع وبلوت منه ما لا يقدر مثله من الملوك وأركبني الحراقة ليلة سفري يباشر دحرجتها إلى الماء بيده إغراباً في الفضل والمساهمة‏.‏وحططت بجبل الفتح وهو يومئذ لصاحب المغرب‏.‏ثم خرجت منه إلى غرناطة وكتبت إلى السلطان ابن الأحمر ووزيره ابن الخطيب بشأني‏.‏وليلة بت بقرب غرناطة على بريد منها لقيني كتاب ابن الخطيب يهنئني بالقدوم ويؤنسني ونصه‏:‏ حللت حلول الغيث بالبلد المحل على الطائر الميمون والرحب والسهل يميناً بمن تعنو الوجوه لوجهه من الشيخ والطفل المهذإ والكهل لقد نشأت عندي للقياك غبطة تنسي اغتباطي بالشبيبة والأهل وودي لا يحتاج فيه لشاهد وتقريري المعلوم ضرب من الجهل أقسمت بمن حجت قريش لبيته وقبر صرفت أزمة الأحياء لميته ونور ضربت الأمثال بمشكاته وزيته‏.‏لو خيرت أيها الحبيب الذي زيارته الأمنية السنية والعارفة الوارفة واللطيفة المطيفة بين رجع الشباب يقطر ماء ويرف نماء ويغازل عيون الكواكب فضلاً عن الكواعب إشارة وإيماء بحيث لا الوخط يلم بسياج لمته أو يقدح ذباله في ظلمته أو يقدم حواريه في ملته من الأحابش وأمته وزمانة روح وراح ومغدى في النعيم ومراح وقصف صراح ورقى وجراح وانتخاب واقتراح وصدور ما بها إلا انشراح ومسرات تردفها أفراح وبين قدومك خليع الرسن ممتعاً - والحمد لله - باليقظة والوسن محكماً في نسك الجنيد أو فتك الحسن ممتعاً بظرف المعارف مالئاً أكف الصيارف ماحياً بأنوار البراهين شبه الزخارف لما اخترت الشباب وإن شاقني زمنه وأعياني ثمنه وأجرت سحاب دمعي ثمنه‏.‏فالحمد لله الذي رقى جنون اغترابي وملكني أزمة آرابي وغبطني بمائي وترابي ومألف أترابي وقد أغصني بلذيذ شرابي ووقع على سطوره المعتبرة إضرابي‏.‏وعجلت هذه مغبطة بمناخ المطية منتهى الطية وملتقى للسعود غير البطية وتهني الآمال الوثيرة الوطية‏.‏فما شئت من نفوس عاطشة إلى ريك متجملة بزيك عاقلة خطا مهريك ومولى مكارمه نشيدة أمثالك ومظان مثالك وسيصدق الخبر ما هنالك ويسع فضل مجدك في التخلف عن الإصحار لا بل للقاء من وراء البحار والسلام‏.‏ثم أصبحت من الغد قادماً على البلد وذلك ثامن ربيع الأول عام أربعة وستين وقد اهتز السلطان لقدومي وهيأ لي المنزل من قصوره بفرشه وماعونه وأركب خاصته للقائي تحفياً وبراً وفجازاة بالحسنى ثم دخلت عليه فقابلني بما يناسب ذلك وخلع علي وانصرفت‏.‏وخرج الوزير ابن الخطيب فشيعني إلى مكان نزلي ثم نظمني في علية أهل مجلسه واختصني بالنجي في خلوته والمواكبة في ركوبه والمواكلة والمطايبة والفكاهة في خلوات أنسه وأقمت على ذلك عنده وسفرت عنه سنة خمس وستين إلى الطاغية ملك قشتالة يومئذ بتره بن الهنشه بن أذفونش لإتمام عقد الصلح ما بينه وبين ملوك العدوة بهدية فاخرة من ثياب الحرير والجياد المقربات بمراكب الذهب الثقيلة فلقيت الطاغية بإشبيلية وعاينت آثار سلفي بها وعاملني من الكرامة بما لا مزيد عليه وأظهر الاغتباط بمكاني وعلم أولية سلفنا بإشبيلية‏.‏وأثنى علي عنده طبيبه إبراهيم بن زررر اليهودي المقدم في الطب والنجامة وكان لقيني بمجلس السلطان أبي عنان وقد استدعاه يستطبه وهو يومئذ بدار ابن الأحمر بالأندلس‏.‏ثم نزع - بعد مهلك رضوان القائم بدولتهم - إلى الطاغية فأقام عنده ونظمه في أطبائه‏.‏فلما قدمت أنا عليه أثنى علي عنده فطلب الطاغية مني حينئذ المقام عنده وأن يرد علي تراث سلفي بإشبيلية وكان بيد زعماء دولته فتفاديت من ذلك بما قبله‏.‏ولم يزل على اغتباطه إلى أن انصرفت عنه فزودني وحملني واختصني ببغلة فارهة بمركب ثقيل ولجام ذهبيين أهديتهما إلى السلطان ثم حضرت المولد النبوي لخامسة قدومي وكان يحتفل في الصنيع فيها والدعوة وإنشاد الشعراء اقتداء بملوك المغرب فأنشدته ليلتئذ‏:‏ حي المعاهد كانت قبل تحييني بواكف الدمع يرويها ويظميني إن الألى نزحت داري ودارهم تحملوا القلب في آثارهم دوني وقفت أنشد صبراً ضاع بعدهم فيهم وأسأل رسماً لا يناجيني أمثل الربع من شوق فألثمه وكيف والفكر يدنيه ويقصيني وبنهب الوجد مني كل لؤلؤة ما زال قلبي عليها غير مأمون سقت جفوني مغاني الربع بعدهم فالدمع وقف على أطلاله الجون قد كان للقلب داعي الهوى شغل لو لأن قلبي إلى السلوان يدعوني أحبابنا هل لعهد الوصل مدكر منكم وهل نسمة عنكم تحييني ما لي وللطيف لا يعتاد زائره وللنسيم عليلاً يداويني يا أهل نجد وما نجد وساكنها حسناً سوى جنة الفردوس والعين أعندكم أنني مما مر ذكركم إلا انثنيت كأن الراح تثنيني أسلى هواك فؤادي عن سواك وما سواك يوماً بحال عنك يسليني ترى الليالي أنستك إدكاري يا من لم تكن ذكره الأيام تنسيني ومنها في وصف الإيوان الذي بناه لجلوسه بين قصوره‏:‏ يا مصنعاً شيدت منه السعود حمى لا يطرق الدهر مبناه بتوهين صرح يحار لديه الطرف مفتتناً فيما يروقك من شكل وتلوين بعداً لإيوان كسرى إن مشورك السامي لأعظم من تلك الاواوين ودع دمشق ومغناها فقصرك ذا أشهى إلى القلب من أبواب جيرون ومنها في التعريض بمنصرفي من العدوة‏:‏ من مبلغ عني الصحب الألى تركوا وفي وضاع حماهم إذ أضاعوني أني أويت من العليا إلى حرم كادت مغانيه بالبشرى تحييني وأنني ظاعناً لم ألق بعدهم دهراً أشاكي ولا خصماً يشاكيني لا كالتي أخفرت عهدي ليالي إذ أقلب الطرف بين الخوف والهون سقياً ورعياً لأيامي التي ظفرت يداي منها بحظ غير مغبون تلوح إن جليت دراً وإن تليت تثني عليك بأنفاس البساتين عانيت منها بجهدي كل شاردة لولا سعودك ما كادت تواتين يمانع الفكر عنها ما تقسمه من كل حزن بطي الصدر مكنون لكن بسعدك ذلت لي شواردها فرضت منها بتحبير وتزيين بقيت دهرك في أمن وفي دعة ودام ملكك في نصر وتمكين وأنشدته سنة خمس وستين في إعذار ولده والصنيع الذي احتفل لهم فيه ودعا إليه الجفلى من نواحي الأندلس ولم يحضرني منها إلا ما أذكره‏:‏ صحا الشوق لولا عبرة ونحيب وذكرى تجد الوجد حين تثوب وقلب أبى إلا الوفاء بعهده وإن نزحت دار وبان حبيب ولله مني بعد حادثة النوى فؤاد لتذكار العهود طروب يؤرقه طيف الخيال إذا سرى وتذكي حشاه نفحة وهبوب خليلي إلا تسعدا فدعا الأسى فإني لما يدعو الأسى لمجيب ألما على الأطلال يقض حقوقها من الدمع فياض الشئون سكوب فيمم منه الحفل لا متقاعس لخطب ولا نكس اللقاء هيوب وراح كما راح الحسام من الوغى تروق حلاه والفرند خضيب شواهد اهدتهن منك شمائل وخلق بصفو المجد منك مشوب ومنها في الثناء على ولديه‏:‏ هما النيران الطالعان على الهدى بآياتفتح شأنهن عجيب شهابان في الهيجا غمامان في الندى تسح المعالي منهما وتصوب يدان لبسط المكرمات نماهما إلى المجد فياض اليدين وهوب وأنشدته ليلة المولد الكريم من هذه السنة‏:‏ أبى الطيف أن يعتاد إلا توهما فمن لي بأن ألقى الخيال المسلما وقد كنت استهديه لو كان نافعي وأستمطر الأجفان لو تنقع الظما ولكن خيال كاذب وطماعة تعلل قلباً بالأماني متيما يا صاحبي نجواي والحب لوعة تبيح بشكواها الضمير المكتما خذا لفؤادي العهد من نفس الصبا وظبي النقا والبان من اجرع الحمى لمن دمن اقفرن إلا هواتفاً تردد في أطلالهن الترنما عرفت بها سيما الهوى وتنكرت فمجت على آياتها متوسما وذو الشوق يعتاد الربوع دوارساً ويعرف آثار الديار توهما تأوبني والليل بيني وبينه وميض بأطراف الثنايا تضرما أجد لي العهد القديم كأنه أشار بتذكار العهود فأفهما عجبت لمرتاع الجوانح خافق بكيت له خلف الدجى وتبسما وبت أرويه كؤوس مدامعي وبات بطاعني الحديث عن الحمى وصافحته عن رسم دار بذي عصا لبست بها ثوب الشبيبة معلما لعهدي بها تدني الظباء أو انسا وتطلع في آفاقها الغيد أنجما أحن إليها حيث سار بي الهوى وأنجد رحلي في البلاد وأتهما ولما استقر واطمأنت الدار وكان من السلطان الاغتباط والاستئثار وكثر الحنين إلى الأهل والتذكار أمر باستقدام أهلي من مطرح اغترابهم بقسنطينة فبعث عنهم من جاء بهم إلى تلمسان‏.‏وأمر قائد الأسطول بالمرية فسار لاجازتهم في أسطوله واحتلوا بالمرية‏.‏واستأذنت وكتب الوزير ابن الخطيب عندما قاربت الحضرة وقد كتبت إليه استأذنه في القدوم وما أعتمده في أحواله‏:‏ سيدي قدمت بالطير الميامين على البلد الأمين واستضفت الرفاء إلى البنين ومتعت بطول السنين‏.‏وصلتني البراءة المعربة عن كثب اللقاء ودنو المزار وذهاب البعد وقرب الدار واستفهم سيدي عما عندي في القدوم على المخدوم والحق أن يتقدم سيدي إلى الباب الكريم في الوقت الذي يجد المجلس الجمهوري لم يفض حجيجه ولا صوح بهيجه ويصل الأهل بعده إلى المحل الذي هيأته السعادة لاستقرارهم واختاره اليمن قبل اختيارهم والسلام‏.‏ثم لم يلبث الأعداء وأهل السعايات أن خيلوا الوزير ابن الخطيب من ملابستي للسلطان واشتماله علي وحركوا له جواد الغيرة فتنكر‏.‏وشممت منه رائحة الانقباض مع استبداده بالدولة وتحكمه في سائر أحوالها وجاءتني كتب السلطان أبي عبد الله صاحب بجاية بأنه استولى عليها في رمضان خمس وستين‏.‏واستدعاني إليه فاستأذنت السلطان ابن الأحمر في الارتحال إليه‏.‏وعميت عليه شأن ابن الخطيب إبقاء لمودته فارتمض لذلك ولم يسعه إلا الإسعاف فودع وزود وكتب لي مرسوم بالتشييع من إملاء الوزير ابن الخطيب نصه‏:‏ هذا ظهير كريم تضمن تشييعاً وترفيعاً وإكراماً وإعظاماً وكان لعمل الصنيعة ختاماً وعلى الذي أحسن تماماً وأشاد للمعتمد به بالاغتباط الذي راق قساماً وتوفر أقساماً وأعلن له بالقبول إن نوى بعد النوى رجوعاً أو آثر على الظعن المزمع مقاماً‏.‏أمر به وأمضى العمل بمقتضاه وحسبه الأمير عبد الله محمد ابن مولانا أمير المسلمين أبي الحجاج ابن مولانا أمير المسلمين أبي الوليد بن نصر أيد الله أمره وأعز نصره وأعلى ذكره للولي الجليس الحظي المكين المقرب الأود الأحب الفقيه الجليل الصدر الأوحد الرئيس العلم الفاضل الكامل المرفع الأسمى الأظهر الأرضى الأخلص الأصفى أبي زيد عبد الرحمن بن الشيخ الجليل الحسيب الأصيل الفقيه المرفع المعظم الصدر الأوحد الأسنى الأفضل الأكمل الموقر المبرور أبي يحيى أبي بكر ابن الشيخ الجليل الكبير الرفيع الماجد القائد الحظي المعظم الموقر المبرور المرحوم أبي عبد الله بن خلدون‏.‏وصل الله له أسباب السعادة وبلغه من فضله أقصى الإرادة أعلن بما عنده أيده الله من الاعتقاد الجميل في جانبه المرفع وإن كان غنياً في الإعلان‏.‏وأعرب عن معرفته بمقداره في الحسباء العلماء الرؤساء الأعيان وأشاد باتصال رضاه عن مقاصده البرة وشيمه الحسان من لدن وفد بابه وفادة العز الراسخ البنيان وأقام المقام الذي عين له رفعة المكان وإجلال الشان إلى أن عزم على قصد وطنه أبلغه الله ذلك في ظل اليمن والأمان وكفالة الرحمن بعد الاغتباط المربى على الخبر بالعيان والتمسك بجواره بجهد الإمكان ثم قبول عذره بما جبلت الأنفس عليه من الحنين إلى المعاهد والأوطان‏.‏وبعد أن لم يذخر عنه كرامة رفيعة ولم يحجب عنه وجه صنيعة فولاه القيادة والسفارة وأحله جليساً معتماً بالإشارة وألبسه من الحظوة والتقريب أبهى الشارة وجعل محله من حضرته مقصوداً بالمثل معنياً بالإشارة ثم أصحبه تشييعاً يشهد بالضنانة بفراقه ويجمع له بر الوجهة من جميع آفاقه ويجعله بيده رتيمة خنصر ووثيقة سامع أو مبصر فمهما لوى أخدعه إلى هذه البلاد بعد قضاء وطره وتمليه من نهمة سفره أو نزع به حسن العهد وحنين الود فصدر العناية به مشروح وباب الرضا والقبول مفتوح وما عهده من الحظوة والبر ممنوح‏.‏فما كان القصد في مثله من أمجاد الأولياء ليتحول ولا الاعتقاد الكريم ليتبدل ولا الأخير من الأحوال لينسخ الأول‏.‏على هذا فليطو ضميره وليرد متى شاء نميره ومن وقف عليه من القواد والأشياخ والخدام براً وبحراً على اختلاف الخطط والرتب وتباين الأحوال والنسب أن يعرفوا حق هذا الاعتقاد في كل ما يحتاج إليه من تشييع ونزول وإعانة وقبول واعتناء موصول إلى أن يكمل الغرض ويؤدى من امتثال هذا الأمر الواجب المفترض بحول الله وقوته‏.‏وكتب في التاسع عشر من جمادى الأولى عام ستة وستين وسبع مائة‏.‏وبعد التاريخ العلامة بخط السلطان ونصها‏:‏ صح هذا‏.‏